Monday, January 4, 2010

أعود إلى البيت مثقلا بالهموم.. تتثاقل قدماى وأنا أصعد إلى شقتى.. أتذكر كلماتها " أنت ما بتحبش البيت ودايما سرحان " ، كان كيس الرمل المربوط فى قدمى يثقل ويثقل ، اقترب من باب الشقة ، ابدأ في تركيب القناع الذي بدأ يضيق على وجهي أكثر وأكثر.. أحاول أن أرضي من حولي بالضحكات أو الابتسامات الصفراء

بتثاقل شديد يمر الليل.. أنظر لجدران المنزل الذي تحول لزنزانة تطبق على أنفاسي.. يشرق الصباح.. أخرج لأشتري فطورا.. أوقظ من بالبيت؛ بوجوه ناعسة وعيون عالقا بها القذى يجلسون لتناول الإفطار.. أهرب إلى عالمي الخاص.. أقلب في هاتفي.. أعيد قراءة الرسائل.. أفرغ مشاعري بكتابة عدة رسائل ثم أعود لأحذفها.. أظل على حالتي طويلا.. يداعب الولد كفي ويجلس يتأرجح على بطني.. ينسيني بعض شجوني

بتثاقل شديد أفتح التلفزيون؛ أقلب في قنواته.. أعود لأغلقه بملل أكبر.. استمع لقصيدتنا الأثيرة " علمني حبك إن احزن.. وأنا محتاج منذ عصور لامرأة تجعلني احزن.. لامرأة أبكي فوق ذراعيها مثل العصفور".. احبس دموعا ساخنة تكاد تفضحني

يتعلق الطفل بعنقي.. انتهز الفرصة للخروج من البيت ثانية.. أدير رقم هاتفها.. يأتيني صوتها الدافيء.. أبثها أشواقي "وحشتيني قوي".. أمشي في الشوارع أبحث عن وجه حبيبتي.. أعود للبيت.. أنظر لذات الوجه العابس.. أحمل طفلي وأداعبه.. آه لو تعرف يا ولدي أن أكبر سجون العالم.. امرأة تحيا معها دون إرادتك

تأليف مشترك
ا. ش