دارت بخلدي اسئلة كثيرة وأنا أفكر في موقف أحد الأشخاص غضب مني لمجرد كتابة بيت شعر علي ايميلي الخاص وكان هو ضمن قائمة الشات.. بغضب شديد قال لي "اللي عايز يقول حاجة لحد يبقى يقولها له وجها لوجه".. كان بيت الشعر يقول "تبدو كأن لا ترانـي وملء عينك عينـي.. ومثل فعلك فعلـي ويلي من الأحمقين" وهو بيت من قصيدة "يا عاقد الحاجبين" للشاعر اللبناني الأخطل الصغير والتي تغنت بها فيروز
وخوفا من الإنحدار لمهاترات لا جدوي منها وافقته وأنهينا الحديث سريعا.. ولا أعرف هل يري هذا الشخص نفسه أحمقا حتي يظن أنني أقصده تحديدا؟ وحتي لا أتجني عليه فلا أنكر أن هناك توترا مكتوما يحكم العلاقة بيننا منذ فترة
وربما هذا ما جعله يظن أنني أقصده تحديدا ولكنني آخذ عليه عدم القدرة علي التصرف بحكمة لأنه يملك نفس الأدوات التي أملكها ولو ظن أنني أقصده كان يمكنه أن يرد علي بيت الشعر بنفس الطريقة ببيت شعر أخر أو مقولة أخري
ولأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، لم أغضب من رد الشخص فلكل منا ثقافته وأفقه وطريقة ردود أفعاله، وتحضرني هنا مقولة لعالم نفس ألماني كان يقول: أنت تفعل ما يخصك وأنا أفعل ما يخصني، ولست في هذه الدنيا لكي أمشي علي هواك ولا أنت لتمشي علي هوايا.. أنت ما أنت عليه وأنا ما أنا عليه فإذا التقينا أو تلاقينا أو تقابلنا بالصدفة فهذا شىء جميل وإذا لم يحدث فما حيلتي!!ا
يبدو لي أحيانا أن صدورنا ضاقت بنا فكيف تتسع لغيرنا.. تناسينا الهدوء وسعة الصدر وسماع الأخر حتي لو اختلفنا معه.. وأحيانا أخري يبدو لي الأمر ضيق أفق أكثر منه ضيق صدر، فالأفق الرحب يستطيع إحتواء الإختلاف والتعامل معه بحكمة، أما ضيق الأفق فأحيانا يقترب من الحماقة والتي يقول عنها أحد الشعراء "لكل داء دواء يستطب به .. إلا الحماقة أعيت من يداويها"ا
ليس هناك حكما مطلقا ولا رأيا مطلقا ولكن هناك أفقا واسعا وأخر ضيق